الصفحة الرئيسية
فارسی

"بوصلة" شيوعية وعمالية في صلب التطورات السياسية

(خطاب في افتتاح المؤتمر الرابع للحزب الحكمتي، ايلول 2010)

ترجمة: فارس محمود



إنَّ هذا الموضوع لا يتعلق بالأوضاع السياسية في إيران أو العالم في مرحلة زمنية محددة، بل انه يتخطى وضعية خاصة. فمهما كانت عليه أوضاع العالم، ومهما كانت عليه أوضاع إيران، فان هناك بوصلة أكثر أهمية تأخذنا نحو هذه الجهة أو تلك، وإنَّ هذا الموضوع يتعلق بتلك "البوصلة".

من الواضح أنَّ عالمنا، لدى طيف واسع من القوى السياسية، لا ينقسم الى رأسمالي وعامل، وإنما الى حسن وسيء، شريف وعديم الشرف، ذي ضمير أو عديم الضمير، إسلامي أو غير إسلامي، إرهابي وغير إرهابي، وأخيراً الى إنساني ومخلوقاتي*. من أجل جلب وكسب البرجوازية، استبدلوا الحكومة العمالية بحكومة إنسانية، حكومة ديمقراطية، حكومة شعبية، حكومة أناس من أصحاب ضمير وغير ذلك، من وجهة نظر هؤلاء، فإنَّ ماركس إذا أراد كتابة البيان الشيوعي، كان عليه أن يكتب: إنَّ تاريخ مدنية البشرية هي تاريخ نضال الإنسانية ضد الحيوانية، تاريخ نضال أولئك الشرفاء ضد عديمي الشرف وغير ذلك، وليس تاريخ الصراع الطبقي، وعليه، تغيير مجمل الشفافية الطبقية للبيان الشيوعي، وتلطيخ الجو وجعله مبهماً وانتقائياً ما بين الإنسانية والحيوانية، وجيّد وسيء، خيّر وشرّير، شعبي ومعادي للشعب.

  إنَّ هذا تراجع جدي فرضته الليبرالية البرجوازية على الصعيد العالمي، والبرجوازية الإيرانية في هذه الحالة الخاصة، على قسم واسع من أناس يطلقون على أنفسهم شيوعيين، ومن ثمَ، يتحتم اليوم العودة الى أكثر الخنادق الشيوعية قدماً، أي البيان الشيوعي، والدفاع عنه بوجه كل أشكال "التجديد" و"التدقيق" تلك.

ولهذا، من الضروري رؤية الموضوع من زاوية الاختلافات الأساسية، وعليه، فيما يتعلق بالتطورات السياسية، أضع عناوين بوصفها بوصلة شيوعية.

1-"إننا": ليس ثمة "إننا" ما فوق السياسة وما فوق الطبقات:

إنَّ أول خطوة في تقييم التطورات السياسية والبدء في "ما العمل" هو أن نقرّ بأنَّه ليس هناك ما يعني: "إننا" فوق السياسة وفوق الطبقات، وليس ثمة مفهوم مشخص لمفردة مثل "شعب" أو "جماهير" هكذا بصورة عامة، إنّ تلك الـ "إننا" هي كلمة أحد أطرافها الطبقة العاملة أمّا طرفها الآخر فهي البرجوازية، طرف الفلاحين وطرف آخر هي البرجوازية الصغيرة المتخلفة، إنَّ هذه الـ "إننا" المزدوجة المعبرة عن كلا الطبقتين تتحرك بالتوازي وفقاً لمصالحهما الطبقية الخاصة، وبالتالي خطهما وسياساتهما وراياتهما الخاصة.

   إنَّ هذه أول وأكثر التوجهات أساسية في بوصلة الشيوعيين، أي أنَّ فهم هذه الحقيقة يبين لنا، قبل أي شيء آخر، معيار صحة وخطأ سياسة ما، إذ لا يمكن توضيح وتفسير مجتمع وحكومة إيران بالإسلام، ببقايا غير رأسمالية، أو برأسمالية غير مألوفة أو غير عادية أو أي شكل آخر من الرأسمالية فذلك لا ينفي الخصائص والسمات والآليات والمصالح الأساسية لحركة الرأسمال وربحه.

في إيران، ثمة نظام رأسمالي يستند الى قوة عمل رخيصة، وإنَّ مجمل الاختلافات ما بين سياسات التيارات البرجوازية المختلفة هي مجرد اختلاف ما بين أساليب تقسيم ربح الرأسمال بين الأقسام المختلفة للرأسماليين وكيفية تأمين وصيانة هذا النظام وتوسعه.

إنَّ مجتمع ايران هو مجتمع رأسمالي، وإنَّ كل آلية طرح السياسات، وكل الحركات الاجتماعية تتحرك حول هذه الحلقة في المطاف الأخير، إلا أنَّ هذا لا يعني، دون شك، إنَّ ولادة مجمل أشكال الظلم هو النظام الرأسمالي أو انه لا يمكن حلها في إطار الرأسمالية، فالقمع الثقافي، والظلم المفروض على المرأة، وصناعة الدين هي نماذج لأشكال الظلم هذه، ولكن في ايران، وكحال أي نظام رأسمالي آخر، يرتبط إعادة إنتاج أشكال الظلم هذه مباشرة بمصلحة طبقة الرأسمال، وهي البرجوازية، وليس التخلف ولا الطابع الإسلامي يصونا بقاء هذه الأشكال من الظلم ويعيدا إنتاجها.  ليس ثمة قسم من برجوازية إيران نصير الحريات السياسية للطبقة العاملة. ليس ثمة أي قسم من البرجوازية تقدمياً، وإنَّ البرجوازية تعيد إنتاج النزعة الذكورية والدين كل يوم، إنَّ مصلحة الرأسمال تستلزم ذلك، وإن يكن هناك تفاوت في أبعاد تلك الاختلافات.

ينبغي إن تكون أول مهمة للشيوعيين هي أن تتحول هذه الحقيقة الى جزء من الوعي الذاتي للطبقة العاملة، ويخرجوا أسس أشكال الظلم هذه من هالة الوهم البرجوازي، وأنَّ أي شخص لا يستطيع أن يفسر هذه الظواهر هو برجوازي الرؤية، لا يستطيع رؤية البرجوازية أو لديه تصور خرافي عنها، يضع الطبقة العاملة في صف مفاهيم مثل: الجماهير، الشعب، الإنسان وغير ذلك.

في هذا المستوى من الطرح، يكون العالم، ببياضه وسواده، أما برجوازياً أو بروليتارياً. أما أن تكون بروليتاري أو برجوازي. أما أن تكون تحت راية الطبقة العاملة أو تحت راية البرجوازية. ليس ثمة بديل آخر، ينبغي أن يقف كل المجتمع أمام هذا الاختيار. أما أن تنخرط في صف راية العامل أو راية البرجوازي.

وبالبوصلة أو الشاقول ذاته، لا تقسم الجماهير في عالم السياسة والصراع السياسي والطبقي دون شك الى كرد وفرس وترك وبلوش وعرب ومسلمين وسنة وشيعة ومسيحيين ويهود وغير ذلك. إن هذه تقسيمات سياسية اخترعتها البرجوازية لتقسيم الطبقة العاملة فيما بينها. وكما هو الحال دائماً، تسعى البرجوازية في الحرب المستمرة بين الرأسماليين من أجل تقسيم الربح أن تصون العامل الكردي جنب البرجوازي الكردي والعامل العربي جنب البرجوازي العربي والعامل الإسرائيلي جنب البرجوازية الإسرائيلية والعامل الإيراني جنب الرأسمالي الإيراني والعامل الصيني جنب الرأسمالي الصيني وغير ذلك، إن هذه السمة الأساسية للنزعة القومية والتعصب القومي والديني في عالم اليوم، التي ترتكز على تعميق الفرقة في صف الطبقة العاملة، وجمع القوى من أجل إدامة صراعهم مع بعض، ولهذا فأنَّ السؤال ما الذي على الكرد أو جماهير مدينة سنندج أو مريوان أن يقوموا به هو مخادع ومضلل ويخدم إعلان لا طبقية السياسة، في كردستان على العامل إنَّ يقوم بعمل ما والبرجوازية تقوم بعمل آخر، وتختار البقية ما بين هذين الاختيارين.

في الدعاية الشيوعية، في الكثير من الأوقات، تتم مخاطبة الصفوف الطبقية التي يمكن كسبها تحت راية الطبقة العاملة بمسمى الجماهير، ولكن ينبغي أن نكون دقيقين، إذ أنَّ لهذا الأمر حدوداً، فهذا تحريض سياسي من أجل جذب الجماهير المحرومة العريضة أو البرجوازية الصغيرة الفقيرة التي يمكن كسبها لراية الطبقة العاملة، وهذا جزء من تكتيك، وليس هوية أيديولوجية، تكتيك دعوة هذه الجماهير للانضمام لصف الطبقة العاملة وليس تذويب الطبقة العاملة في الجماهير.

۲-معنى الانتصار بالنسبة للطبقة العاملة

الطبقة العاملة ليست مثل البرجوازية الصغيرة عاشقة ومتيمة بالاحتجاج، تنشد مثل طالب ثوري ويساري متقد الحماس من أجل النضال، ولديه تصور صوفي عن تلك الوضعية.

 الطبقة العاملة تناضل كي تنتصر، تناضل كي تبلغ حياة قابلة للتحمل أكثر، إن امرئ يدعو العامل لعمل حركي (اكسيون، أكشن-م) فقط حتى "يتحسن" الوضع، ربما هو برجوازي صغير لا يفهم من الصراع سوى العمل الحركي، إذا انهزمت في الصراع بوصفك طالب أو فلّاح أو ملّاك أو برجوازي، فبعد أن تنال أنت أو عائلتك، جزائك، أو جميعكم، تعود مرة أخرى الى حياتك العادية والطبيعية، أما إذا انهزم العامل في صراعه، يفقد عمله، عمله الذي يعني كل شيء بالنسبة له، يفقد عائلته، يُرمى أبنائه لحضن البغاء والمواد المخدرة أو العمل كمرتزقة في أبشع أشكالها لدى الرأسمالي، يتهاوى الى أدنى مستوى.

إنَّ الإضراب بالنسبة للعامل لا يتمتع أساساً بتلك الحالة البطولية التي لدى البرجوازي الصغير أو البرجوازي. الاضراب أكثر خطوة تبعث على المصاعب والمشقات في حياة العامل، حيث يعاني الجوع على الاغلب، ناهيك عن فقدان عمله، بالنسبة للطبقات والفئات الاخرى، الاحتجاج والإضراب هما لحظة مفعمة بالحماس في انتفاضة صوفية ضد الظلم الحاكم. ان بطولة العامل، قبل ان تظهر في المشاركة البطولية في نضالات الطبقات الاخرى أو النضال بصورة عامة، فان البطولة العمالية تظهر في سعيه لإنقاذ عامل اخر من تحت انقاض مناجم المعادن أو مساعيه المفعمة بالإخلاص من اجل خلاص يد رفيقه وهي تحت خطر ورحمة المخارط الحادة للماكنة.

وعليه، بالنسبة لأي ناشط عمالي، يتم حساب الصراع بإمكانية نصر وظفر الطبقة العاملة فيه، وليس الانخراط في صف نضال الشعب والجماهير، ان توجيه النداء للطبقة العاملة للمشاركة في اي احتجاج أو عمل حركي "تقدمي" ومناهض للنظام هو جر الطبقة العاملة الى صف جنود الطبقات والفئات الاخرى.

من المؤكد ان يصبح موسوي رئيساً للجمهورية أو امرأة رئيسة جمهورية أمريكا أو تعيين امرأة بوصفها ولي فقيه في ايران هو أفضل من احمد نجاد ورئيس جمهورية رجل أو ولي فقيه رجل. ولكن ما هي مصلحة الطبقة العاملة في رئاسة موسوي أو هيلاري كلنتون للجمهورية أو أن تصبح السيدة رهنورد ولي فقيه؟ اننا لسنا دعاة الهرج والمرج أو الصخب على العموم.  

نحن الشيوعيون دعاة اقحاح للإطاحة بالنظام، ولكن الاطاحة بالجمهورية الاسلامية، بالنسبة لنا، وحتى لو كان في أفضل حالات هذه الاطاحة وأكثرها ثورية هو مجرد اصلاح، وان ذلك يُعدّ مقدمة للإطاحة بكل البرجوازية، ومن ثمّ، فإنَّ سؤالنا في كل صراع سياسي هو: أين يضعنا الانتصار في هذا الصراع المحدد في خارطة بلوغ هذا الهدف؟ اي الاطاحة بكل البرجو

۳- تفرقة الطبقة العاملة منشأ ديمومة الحكومة الرأسمالية

اننا نؤمن مثل ماركس بان الاشتراكية اليوم ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية، كما إنَّنا نؤمن، مثلما يتحدث ماركس، بأنَّ الظروف الموضوعية لإرساء الاشتراكية متوفرة تماماً، كما نؤمن بان تحقيق الاشتراكية مرهون بتحقيق ظروفها الذاتية، أي الاستعداد الذاتي والعملي لفاعلي الطبقة العاملة، إنَّ فاعل هذه الثورة هو الطبقة العاملة وليست الجماهير ولا الشعب ولا الناس،  ان السبب الوحيد لعدم قيام الثورة الاشتراكية هو عدم استعداد الطبقة العاملة وتبعثر صفها، ان أساس كل السياسة البرجوازية يتمثل بقمع الطبقة العاملة والعمل على تبليدها، وهما ضمانة التعثر والفرقة وعدم الاستعداد.

ان قسماً مهماً من البيان الشيوعي بهذا الخصوص يتحدث عن أنَّ عدم استعداد الطبقة العاملة هو رمز بقاء حكومة الرأسمالية، ومثلما يذكر البيان الشيوعي، متى غدت الطبقة العاملة منظمة بوصفها طبقة، فان ذلك اليوم هو آخر يوم في عمر حكومة البرجوازية، يوم لا تستطيع فيه البرجوازية استخدام الأسلحة، ولا تتحرك عرباتها، لن يكون لديها كهرباء ولا نفط ولا غاز ولا اي شيء آخر، فالطبقة العاملة تسبب ركود المجتمع، وهنا لا يهم العدد سواء أكان مئة أم مئة الف شخص، إنَّ هذا هو دور العامل في المجتمع، ليس للفلاح ولا البرجوازي الصغير هذه الامكانية والقدرة، الم تروا ثورة 1979 في ايران؟ ألم تروا قدرة الطبقة العاملة وإمكانيتها هناك؟

إنَّ شعار "يا عمال العالم اتحدوا" ليس أمنية أو شعار رنّان، إنَّه بالنسبة لنا أساس للاستراتيجية والتكتيك، وعليه، هناك معلمان أو شاخصان لنجاحنا أو عدم نجاحنا في الصراع: أولاً، تحقيق مطالبنا في ذلك الصراع المحدد، وثانياً، ما هو دور ذلك النضال في تنظيم ووعي الطبقة العاملة من أجل مجابهتها الأخيرة والنهائية مع البرجوازية، ومدى تطور الوعي والوحدة الداخلية للطبقة العاملة وكم ترسخت أقدام القادة والناشطين الشيوعيين للطبقة العاملة.

بالنسبة لنا، إنَّ عملية توعية الطبقة العاملة وتوحيدها هي صراع سياسي وعملي شامل، فالتثقيف ونشر الحقيقة بحد ذاتهما لا يردا على هذا الامر وليسا بكافيين، إنَّه سعي في صراع كلي الأبعاد على مجمل مؤسسة القمع ومؤسسة إنتاج وتوليد الخرافات، التي تقوم بها الصحافة والمساجد والتيارات البرجوازية، ومن ضمنها الشيوعية البرجوازية، خرافات تفعل فعلها في ذهن العامل وتعمق التفرقة وتحييها.

إنَّ هذا الصراع ليس صراع مع الحكومة فقط، بل صراع مع صناعة الدين ومجمل الإعلام والصحافة الخانعة والذليلة، والتي هي مثل كنيسة القرون الوسطى تعمل لخدمة الوضع القائم.  إنَّه صراع مع مجمل التيارات البرجوازية، إن هذا العمل لا يفهمه أولئك الذي يختزلون كل نضالهم الى نضال ضد النظام السياسي. بالنسبة لنا، يُعد النضال اليومي ذا دور محوري في عملية وصيرورة وعي الطبقة العاملة ووحدتها.

إنَّ الشيوعية في تجربة الحياة والنضال اليومي للعامل هي، قبل كل شيء، أن تكون قادرة على فتح أعين العامل على الحقيقة، وأن تشير الى اكثر السبل مؤثرة للنضال وأكثر السبل مؤثرة لتحقيق الانتصار.

وفقاً للإمكانات التي تتمتع بها البرجوازية ــ بمؤسساتها القمعية والاستبدادية، والأهم من هذا، هو كل مؤسسة إنتاج وتوليد الخرافة السياسية والدينية والقومية التي تشير الى الحقيقة ككذبة والكذب المحض بوصفه عين الحقيقة ــ لا تسمح هذه الحكومة الطبقية حتى بوصول صدى الحقيقة للعامل، الوصول المباشر للطبقة والسعي لتوحيدها في العالم الواقعي هو كوّة مهمة لهذه الوحدة والوعي.

۴-الاشتراكية حركة إعادة الاختيار للإنسان 

إنَّنا نؤمن، مثلما يتحدث منصور حكمت، بأنَّك إذا فتحت "سحّاباً لجسد كل انسان، ستجد تحته نزعة مساواتية. ولكن تحويل هذا الحُكم الى أنَّ الناس في المجتمع الطبقي هم جميعاً مساواتيين هو مجرد تحايل. 

  لا يُسحب هذا "السحّاب" عبر تبيان الجوانب غير الإنسانية للنظام القائم ولا بالثورة الإيديولوجية ولا بالنصيحة، إنَّه يُسحب فقط حين يتم سحب المجتمع ومجمل  البشر من اللباس الطبقي البرجوازي الضيق، يُسحب هذا السحّاب حين لا يبقى برجوازي وعامل في المجتمع،  حتى ذلك الحين، يرى الناس مصالحهم الطبقية الخاصة بأنها أكثر الصور إنسانية.

تتفتح أعين الناس أمام الإنسانية حينما يتخلصوا من مكانتهم الطبقية المناهضة للإنسان، وهذه المكانة هي المكانة البرجوازية.

إنَّ من يعتقد أنَّه عبر النصيحة والموعظة، وعبر الورود والكلام المعسول، يمكنه أن يغطي على الحقيقة الطبقية للمجتمع، أمّا أن يكون واهماً أو محتالاً.

تتمثل رسالتنا بان نبين للطبقة العاملة بان البرجوازية ستدافع حتى آخر لحظة من عمرها وحتى آخر قطرة من دمها، بأنيابها وأظافرها وبالنار والحديد عن ملكيتها ومكانتها البرجوازية حتى لو تغرق الثورة العمالية بالدماء، فلن يتخلى أي برجوازي عن ممتلكاته بصورة طوعية تحت تأثير المصلحين والخيّرين، وإنَّ اي فرد يدعوا لخلاف هذه الحقيقة فهو كاذب،  ويذر الرماد في أعين الطبقة العاملة، وعليه، فإنّنا، وفي الوقت الذي نناضل من أجل الثورة العمالية، ندافع عن أي مسعى للإصلاح من أجل خدمة تسهيل  وحدة الطبقة العاملة ووعيها، وندافع عن أية خطوة يخطوها أي ناشط عمالي في سبيل تلك الوحدة، ونعده في صفها،  وإنَّ هذا الصف، الصف الأول للمتحدين مع الطبقة العاملة هو نحن. إننا نقيس قربنا وبعدنا عن الآخرين بهذا المعيار، وليس بكم يتحدث الآخرون مثلما نتحدث بالضبط، أو من يستخدم جملنا ومن لا يستخدمها.

۵-عالم أفضل هو عالم الثورة العمالية، وحسب.

إننا نؤمن بامكانية وضرورة عالم أفضل. ولكن يصعب هذا ان يوضح أختلافنا عن الآخرين. ان هذه الحقيقة والواقع هما نقطة إنطلاق برنامج عالم أفضل. ترسم جميع الحركات تصويرها لعالم أفضل الخاص بها، وتعلن الحركات البرجوازية، طبقاً للتعريف، انها عامة وتشمل وتخاطب الجميع. ان المرء الذي أخترع الجنة، صوّرَ عالمه الأفضل. ان رجل الدين ذاك الذي إدّعي في موعظته التلفزيونية ان أي أمرء في طهران احتفظ في بيته بشاة، يكون مجتمعنا أكثر روحانية ومكتفي ذاتياً هو يرسم من ناحيته عالم أفضل. ان الإقرار بعالم أفضل هو نقطة مشتركة لجميع التيارات الاجتماعية والسياسية والطبقية. ألم يصوّر هتلر وستالين عالماً أفضل؟

اننا ننتمي الى تقليد ان عالم أفضل أمر ممكن. ولكننا نؤكد على ان عالم أفضل هو أمر ممكن فقط عبر الثورة العمالية والاطاحة بالرأسمالية وإرساء الحكومة العمالية. انها ليست ثورة انسانية ولا وطنية ولا ثورة استقلال ولا ثورة نسوية. انها ثورة عمالية.

اننا نؤمن بتقليد ان الطوباوية لا تتحقق. ان الطوباويين هم، في المطاف الاخير، يخدمون ترسيخ خرافة مجتمع لا طبقي في ذهن الطبقة العاملة.

۶-الطبقة العاملة والسلطة السياسية

اننا نؤمن ان الشرط المسبق لأي تغيير في بنية المجتمع وبالضد من البرجوازية هو إنتزاع الطبقة العاملة للسلطة السياسية وإرساء حكومة عمالية أو دكتاتورية البروليتاريا.

لكننا لا نؤمن ان الطبقة العاملة تنزل الشارع في يوم ذهبي وتستلم السلطة. ليس ثمة طبقة في التاريخ انتزعت السلطة بهذا الشكل.

ان الراسمالية، وبالقدرة الكلية والهائلة لمؤسسة القمع والخرافة البرجوازية، تجعل من حتى بلوغ الشيوعيين للقسم الاعظم من الطبقة العاملة أمراً مستحيلاً. ان البرجوازية، بمجمل قدرتها ومجمل مؤسستها القمعية والتبليهية ومجمل إعلامها الخانع والذليل ومجمل التيارات والتقاليد الاجتماعية والثقافية والسياسية، حائلاً أمام بلوغ الشيوعيين للطبقة العاملة. ان أمرء يظن بجمع أغلبية الطبقة العاملة قبل الثورة العمالية، يغط في الاوهام.

ان تنتظر ان نوزّع مفتاح الحقيقة في هذا العالم ويتوعى العامل ويتنظم شيئاً فشيئاً، يؤسس مجلساً وغير ذلك هو إنتظار وتطلع لا طائل منه. إلى أن يؤسس العامل مجلساً، تقمع البرجوازية خمسين منها، وتبني خمسين مسجداً ومؤسسة وحزب وتيار سياسي قومي وديني وغيرها لإنتاج الخرافة. تطرح ستة الاف شيخ جامع وستين حزب، وتعد انها ستستلم أموال النفط يوماً لتوصلها لبيوت الناس.

في التاريخ، إنتزعت الطبقة العاملة السلطة مرتين. أحدهما كومونة باريس والاخرى في ثورة أكتوبر 1917، وان كلا الثورتان قامت بها أقلية صغيرة من الطبقة العاملة. لم يسنح لكومونة باريس الوقت لجر الاغلبية معها، بيد ان لينين وثورة أكتوبر بيّنا ان هذا أمراً ممكناً، هو سبيل صحيح ووحدا أغلبية الطبقة العاملة لمجابهة البرجوازية.

۷- التحزب والحزبية الشيوعية

لا يساورنا وهم حول ان انتزاع السلطة ياتي عبر أقلية من الطبقة العاملة، بيد ان أداة إنتزاع هذه السلطة هي فقط التحزب والحزبية السياسية للطبقة العاملة. ان بقية أشكال التنظيم هي ذات جانب تكميلي.

اننا نؤمن ان بوسع حزب أن ينتزع السلطة ويصون السلطة، حزب يستند الى عمود فقري من العمال الشيوعيين وناشطي الطبقة العاملة. اننا أناس واقعيين. فمن جهة نعرف ان الثورة العمالية لا تتم من قبل أغلبية الطبقة العاملة. من جهة أخرى، لسنا واهمين ان أية أقلية وأية جماعة تآمرية ومغامر سوبر ثوري بوسعهم ان ينتزعوا السلطة، والأهم من ذلك، هو الحفاظ عليها وصيانتها. ان الحزب الذي يريد ان يمد يده للسلطة، ينبغي ان يستند الى آلية حركة الطبقة العاملة، وبوضوح جداً، الى شبكة القادة الشيوعيين لهذه الطبقة، ويكونوا من ضمنه، أي الحزب. وعليه، نحن نافذوا صبر. نحن دعاة سلطة. وعلى هذا الاساس، لسنا جماعة وصف أناس خيّرين وصف مصلحين اجتماعيين. نحن صف ممارساتيوا الطبقة العاملة.

بالنسبة لنا، التغيير والممارسة والاقتدار والسلطة والوعي والتنظيم والبطولة كلها مفاهيم إجتماعية وليست مفاهيم تصح بخصوص افراد غير منظمين اجتماعياً. الممارسة والتكتيك والسياسة والاستراتيجية ليست مسالة فردية بالنسبة لنا. انها اجتماعية إلى حد عميق. الماركسية علم تعميم، وليس ايجاد سبيل حل لمعضلات هذا الفرد أو ذاك. ارادة الانسان هي مفهوم اجتماعي عندنا، وليس إرادة فردية. ولهذا، بالنسبة لنا، التحزب والحزبية الشيوعية للطبقة العاملة نفسها، وليس ممثلين تم تنصيبهم عليها، لهي في مركز السياسة.

ان بناء تنظيم ووضع ثوريوا الطبقة العاملة أيديهم بايدي بعض وتاسيس حزب وإرساء الوحدة بينهم ووضعهم جنباً الى جنب والمضي نحو تحدي المجابهات والمشكلات التي ترافق هذا النشاط ليس سوى جزء وجوديا من سياستنا. ان الابقاء على جمع موحدين لا عبر المال، بل بانفاقهم المال من جيوبهم وجزء من حياتهم لصيانة هذه الوحدة والحزبية هو فن لا يمكن تحقيقه في العالم المجازي للانترنيت والتلفزيون. الممارسة الاجتماعية والتحزب العمالي يتضمنا من التنظيم الشيوعي لقادة ومحرضي الطبقة العاملة الى منظمة عامة على صعيد البلد. نقف جنب كل عامل ينشد إرساء أي إتحاد في صف الطبقة العاملة بوجه البرجوازية. في الوقت ذاته، ان تبيان حقيقة ان التحزب الشيوعي هو أداة إنهاء سلطة الراسمالية لهو أحد التحديات الأساسية لحزبنا. ان الأشكال الأخرى من التنظيم العمالي هي ضرورية ومفيدة دون شك. ان التحزب الشيوعي ممكناً فقط في خضم التنظيم الجماهيري للطبقة العاملة في أشكال التنظيمات المختلفة. بيد ان أداة الحركة نحو الاقتدار والسلطة السياسية وأداة الإطاحة بالبرجوازية هو التحزب السياسي للطبقة العاملة.

۸-الحزب العمالي

فيما يخص الحزب العمالي، اساس موقفنا هو التالي:

أولاً- ان اي حزب يكون في صفوفه العمال أو ان أقسام منهم في صفوفه هو ليس بالضرورة أو على الأغلب حزباً عمالياً. إذ ان جميع الأحزاب البرجوازية تقريباً قد كسبت هذا القسم أو ذاك من العمال. ان أغلبية أعضاء المنظمات الرجعية في العالم هم اناس عمال أو جزعين وعديمي أمل. لا يفجر البرجوازي نفسه ولا يذهب لأفريقيا ويشحدّ سكينه ليذبح الناس. يجرون الانسان الغاط في الجزع في المجتمع، وفي مقدمتهم العمال العاطلين والجائعين، لمثل هذه الأعمال. ان عامل تم تدمير المجتمع على رأسه، يرى في إنضمامه لمسلحي مقتدى الصدر في العراق سبيلاً بوسعه من خلاله أن يبقي على الاقل عائلته على قيد الحياة، وفي لبنان حزب الله وفي فلسطين حماس أو فتح.

ثانياً- لا يمكن لحزب شيوعي عمالي أن لا يكون حزب قادة الطبقة العاملة وناشطيها. حين أتحدث عن حزب ناشطي وقادة العمال، فليس قصدي أن يكون العمال أو الناشطين العماليين أعضاء فيه أو يحبوا هذا الحزب، وإنما قصدي أن يكونا جزء مندغم من أعلى إلى أسفل بتنظيم وسياسة هذا الحزب وقيادته وهويته. مثلما تحدث عن ذلك منصور حكمت وتناوله بالتفصيل في موضوعة الشيوعية العمالية. ان ما أقوله اليوم هو ليس كلامي. ففي مؤتمرنا الأول، كان هناك قرار يخص أولويات الحزب، إذ تذكر فقرة فيه:" يؤكد المؤتمر على الأهمية الحياتية لتحويل الطبقة العاملة، وبالأخص الصناعات الرئيسية، الى قاعدة سياسية وتنظيمية أساسية للحزب ونفوذه. ينبغي أن يكون الحزب حزب القادة والمحرضين الشيوعيين للطبقة العاملة قبل اي شيء آخر أو أهم من أي شيء آخر".

ليس قصدي ان يكون القادة العماليين أنصار أو أعضاء حزبنا مثلما هو الامر مع منظومة اليسار اليوم، وبالاخص في خارج البلد. قصدي هو: في كل بنية الحزب، من المكتب السياسي واللجنة المركزية الى المراتب الدنيا في الحزب، ينبغي في اساس تنظيم هذا القسم من الطبقة العاملة، مندغم مع هذا القسم من الطبقة العاملة. كان يتمثل هدفنا أن نغيّر، في مدة زمنية معينة، مجمل آلية إتخاذ قرارنا وطرحنا للسياسة.

يوردون حجة ان القمع لا يسمح بذلك. ان هذا ليس صحيح. أو حتى اذا كان واقعياً، فان سمة الشيوعية تتمثل بايجاد سبيل للتغلب عليه. إذا لا يسمح القمع بالتحزب الشيوعي، فكيف سيسمح بتنظيم العمال والنضال من أجل الإطاحة بالجمهورية الإسلامية؟ وإلا أتقتنع ان بدون التنظيم الشيوعي للقادة والناشطين العماليين، يصبح تنظيم وإقتدار الطبقة العاملة أمراً ممكناً؟ إن هذا وهم. ان أمرء يعتقد ان التنظيم الشيوعي في أعلى أشكاله في ايران هو أمراً مستحيلاً، فان نداءه للعمال بان يتحدوا ويهبوا ضد الجمهورية الإسلامية وغير ذلك هو فارغ وعديم المحتوى. ما هو إنهماك ومشغلة القائد الشيوعي المتحزب للطبقة العاملة غير التنظيم الجماهيري وتوعية وتوحيد الطبقة العاملة؟ أليس عمله قيادة الطبقة العاملة في نضالها؟ أبوسع القائد المحلي ان يقوم بذلك عن بُعد؟ أبوسع أحد أن يحل مكان القادة العمليين والمحليين في التنظيم الشيوعي؟ ما هو، على سبيل المثال، دور القائد المتحزب وعضو اللجنة المركزية أو المكتب السياسي لحزب شيوعي عمالي في النفط او المعادن غير تنظيم النشاط ذاته؟

اننا من بين اؤلئك الذين يعتقدون بذكر وتعداد المهام غير الممكنة التنفيذ ليس صحيحاً. ان الشعار الذي نطلقه ينبغي أن يكون عملياً، قصدنا هو ما نقوله بالضبط، ونمضي لتحقيقه.

۹- معضلات التحزب السياسي في القرن 21

وبالاضافة الى الميدان العام للمجتمع، ابرز القرن 21 في ميدان السياسة توحشاً لم يسبق له مثيل في القرن الذي سبقه. ان إنهيار الكتلة الشرقية ويدء مرحلة جديدة من النزاع من أجل تقسيم العالم وسيادة

سوق البضائع، وبالأخص سوق العمالة الرخيصة، أعاد المجتمع للتوحش بصورة لم يسبق لها مثيل.

لم يواجه ماركس ولا كومنياريوا باريس ولا لينين ولا روزا لكسمبورغ ولا ثورة روسيا والمانيا ولا ثورة ايران 1979 ظاهرة انه بالاضافة الى الدولة والحكومة، فان هناك معارضة مسلحة، إذا تمكنت وإقتضت مصلحتها، ستكون اكثر إجراماً من الذين في الحكم والسلطة.

في ذلك العصر، لم تلغم المعارضة نفسها وتفجرها في تجمع عمالي. في ذلك الوقت، لم يستقل "مناضلاً" طيارة ويصدم بنايات مدينة، ولم يحوّل أحد العديد من الفنادق والشوارع الى ميدان لقتل عام وجماعي. في أواخر تلك المرحلة، قام الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني بالهجوم على الشيوعيين وذلك بجرم دعايتهم الشيوعية، وأغتصب النساء البيشمركة وقتلهن بعدها. لم يكن في ذلك الوقت بن لادن وطالبان وحزب الله وأنصار الله وجورج بوش وتوني بلير والسلفيين وغيرهم.

القرن 21 هو قرن التحوّل الى السيناريو المظلم وتدمير المجتمع وتطاول المعارضة المسلح على المعارضة. تغتالك البرجوازية اذا اسست مجلساً أو إتحاداً. سواء مَنْ هي في السلطة أم مَنْ هي في المعارضة. إذا كانت مَنْ في السلطة مجبرة على بعض القيود والمحدوديات، فان المعارضة كلما كانت تعرّف نفسها ثورية، كلما كانت أكثر إجراماً.

في تجربة بناء التنظيم في كردستان، بالاضافة الى الحكومة، كنا نُجابه دوماً بتهديدات السلفيين والوهابيين. هم انفسهم، قبل عدة أيام، من قاموا بتفجير انفسهم بين الناس. إذا لم يتحلى التحزب الشيوعي اليوم بقدرة الدفاع عن نفسه بوجه إجرام الرجعية هذا، سيندحر وفقاً للتعريف. إن قدرة الدفاع عن النفس هو جزء لا فكاك منه للتحزب والتنظيم الاجتماعي في عالمنا المعاصر، عالم القرن 21. إذا لم تقوموا بهذا العمل، ستبيدكم الرجعية، سواء التي في الحكم أو المعارضة، في النطفة.

ليس قصدي من قدرة الدفاع عن النفس عبر اللجوء الى السلاح. سيحل وقت ذلك ايضاً. ولكن اليوم، وقبل اي شيء آخر، ان تقوية الوعي وتقوية الاقتدار الاجتماعي لنبذ وطرد هؤلاء الاشرار المسلحون مرهون بالتحزب الشيوعي.

ان لهذه العصابات الرجعية يد في السلطة وأخرى في المعارضة. إنهم يرتعبون فوراً من عامل وشيوعي تنظم. ومن هنا أتت فكرة "كارد الحرية"، وليس من إجل إدامة الحرب المسلحة في كردستان أو النضال الفدائي المسلح.

۱۰-ديكتاتورية البروليتاريا هي ديكتاتورية الطبقة العاملة بوجه البرجوازية.

ديكتاتورية البروليتاريا هي ديكتاتورية الطبقة العاملة بوجه البرجوازية. انها ليست حكومة جموع الانسان، حمل الكاوتسكويون في ايران باقات ورد كي يجعلوا من الاشتراكية أمراً مفهوماً للبرجوازية ويمكنها هضمها. يتندرون على ثورة إكتوبر لنقصان الانسانية فيها، إنهم ليبراليون حلّوا متأخرين لينثروا الرماد في أعين الطبقة العاملة. إنهم صف خونة الطبقة العاملة. ترسي الطبقة العاملة المجتمع الشيوعي عبر ديكتاتورية البروليتاريا، وترد على أي شكل من أشكال المقاومة العنفية للبرجوازية بالعنف. انها مقولة صاغها لنا أنجلز، علمنا اياها ماركس ولينين ومنحتنا اياها تجربة كومونة باريس وثورة أكتوبر، ومنحنا منصور حكمت اياها.

اننا من بين أؤلئك الشيوعيين الذين لا يعتقدون ان ثورة اكتوبر مدينة للثورة المضادة ديناً ليبرالياً، وينبغي ان تعتذر لهم وذلك لعدم مراعاة الشؤون الانسانية او أن تعد بإصلاح نفسها. لقد ردت ثورة اكتوبر على الارهاب الابيض بارهاب أحمر، وان هذا كان سبيله بالضبط.

لا اتصور ان بعد الثورة العمالية، ستذوب البرجوازية مرة واحدة في انسانيتنا. لا نؤمن باطروحات كاوتسكي وبرلينكوير وجورج مارشه بان نحوّل الشيوعية ذات القبضة المنغلقة الى شيوعية ذات صدر رحب وندعو الطبقة العاملة الى أحضان البرجوازية. على العكس من ذلك، نريد أن نعلّم الطبقة العاملة ونبيّن للطبقة العاملة بان مقاومة البرجوازية، بعد الاطاحة بها، مثلما يتحدث عن ذلك ماركس ولينين ومنصور حكمت، ستتضاعف مئات المرات. تدافع بكل قواها عن ملكيتها.

لا نأبى ان نعلن بوجوب تعليم الطبقة العاملة ان الحكومة العمالية، بالضبط مثل الحكومة البرجوازية، هي ديكتاتورية. ديكتاتورية طبقة ضد طبقة. حكومة طبقة تحكمها قوانينها وتقمع الثورة المضادة والارهاب الذي رفع السلاح.

ينبغي ان تكون الطبقة العاملة مستعدة اذا لجات البرجوازية للترهيب والقتل، وهو ما تقوم به، ينبغي الرد عليها بالسلطة والاقتدار والتخويف والارهاب. اننا نضمن ان لا ترد الطبقة العاملة على ثورة مضادة مسلحة بالورود. الصراع السياسي في مكانه، ولكن ما أن يمضوا ويلجأوا ضد الحكومة العمالية بالترهيب والاسلحة، لن تقف الحكومة العمالية حتى محقهم.

*انه تعليق على قيادة الحزب الشيوعي العمالي الإيراني بليدرها حميد تقوائي الذي رجع عقوداً للوراء الى شعبويته ما قبل الشيوعية العمالية، واستبدل شعار "الحكومة العمالية" بشعار غير طبقي وغير اجتماعي وشعبوي واضح بـ"حكومة إنسانية". المترجم.